أضرار السكر على الجسم والقلب: ماذا يحدث لك عند الإفراط؟
في ظل تنوّع الخيارات الغذائية وتزايد الإغراءات اليومية، أصبح السكر من أكثر العناصر التي يصعب الابتعاد عنها. فهو حاضر في المشروبات الغازية، والحلويات، وحتى في كثير من الأطعمة المصنعة. ومع ذلك، فإن هذا الطعم الحلو يخفي وراءه العديد من المخاطر الصحية. فقد أثبتت الدراسات أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة، خاصة على القلب والجسم بشكل عام.
في هذا المقال، بإشراف الدكتور سعيد السريعي، استشاري جراحة السمنة في مستشفى نجران في السعودية، نسلّط الضوء على أضرار السكر على القلب وأضرار السكر على الجسم، ونوضح كيف يمكن للتناول المفرط أن يؤثر سلبًا على صحتك العامة.
تابع القراءة لتعرف المزيد عن النصائح الصحية الهامة من دكتور تكميم معتمد، وطرق الوقاية من مضاعفات السكر.

السكر وتأثيره على التوازن الصحي للجسم
- يظن الكثيرون أن السكر مجرد وسيلة لإضافة الطعم الحلو للأطعمة والمشروبات، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا. أضرار السكر على الجسم تتجاوز مجرد زيادة الوزن، وتشمل قائمة طويلة من الأعراض والمشاكل الصحية التي قد لا تظهر آثارها مباشرة، لكنها تتفاقم مع الوقت.

اضطراب مستويات الأنسولين في الدم
- من أوائل الأضرار التي يسببها الإفراط في تناول السكر، هو خلل توازن مستويات الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم السكر في الدم. الجسم عندما يُجبر على إفراز كميات كبيرة من الأنسولين بشكل متكرر نتيجة ارتفاع معدلات السكر، يبدأ بفقدان حساسيته تجاهه. هذه الحالة المعروفة بمقاومة الأنسولين تمهّد الطريق للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتُعد من أبرز أضرار السكر على الجسم.

تدهور صحة القلب والأوعية الدموية
- تُعد أضرار السكر على القلب من أكثر التأثيرات المقلقة. فارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى تلف بطانة الأوعية الدموية، وزيادة فرص ترسّب الدهون داخل الشرايين، مما يُضعف تدفق الدم ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية، والجلطات الدموية، وارتفاع ضغط الدم. وكلما زاد استهلاك السكر، زادت المخاطر على القلب.
ضعف جهاز المناعة
- قد لا يربط البعض بين جهاز المناعة والسكر، لكن الدراسات أثبتت أن تناول كميات كبيرة من السكر يضعف القدرة الدفاعية للجسم ضد البكتيريا والفيروسات. ذلك لأن السكر يُثبّط نشاط خلايا الدم البيضاء، والتي تُعتبر خط الدفاع الأول ضد العدوى، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض المزمنة والموسمية.
اضطرابات في المزاج والطاقة
- إذا كنت تشعر بتقلبات مزاجية حادة، أو بفقدان سريع للطاقة بعد فترة قصيرة من تناول الطعام، فقد يكون السبب وراء ذلك هو السكر. فبينما يمنح السكر دفعة طاقة سريعة نتيجة رفعه لمستويات الجلوكوز في الدم، إلا أن هذا التأثير مؤقت ويتبعه انخفاض حاد يؤدي إلى شعور بالإرهاق والانزعاج. هذا التأرجح بين النشاط المفاجئ والتعب الشديد من أبرز أضرار السكر على الجسم.

التأثير السلبي على الكبد
- عند استهلاك السكر بكميات كبيرة، وخاصة سكر الفركتوز الموجود في العصائر والمشروبات المحلاة، يتم معالجته في الكبد. ومع مرور الوقت، يتراكم الفركتوز الزائد ويتحول إلى دهون، مما يُسهم في تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي. هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التليف أو الفشل الكبدي.
مشاكل في صحة الجلد والبشرة
- السكر لا يؤثر فقط على الأعضاء الداخلية، بل تظهر أضرار السكر على الجسم بوضوح على الجلد. الإفراط في السكر يمكن أن يُحفّز التهابات الجلد، ويزيد من ظهور حب الشباب، ويُسهم في شيخوخة البشرة المبكرة من خلال تكسير الكولاجين المسؤول عن مرونة الجلد. كما أنه يعزّز ما يُعرف بعملية الـ Glycation، وهي تفاعل السكر مع البروتينات داخل الجلد ما يؤدي إلى تلفها.

تسوس الأسنان
- من أقدم وأشهر أضرار السكر هو تأثيره على صحة الأسنان. فعند تناول السكريات، تقوم البكتيريا الموجودة في الفم بتحليلها وإنتاج أحماض تُهاجم طبقة المينا، مما يؤدي إلى تسوس الأسنان وتلفها. وقد تتطور الحالة لتشمل التهابات في اللثة أو حتى فقدان الأسنان.
التأثير على صحة الجهاز الهضمي
- الاستهلاك الزائد للسكر يمكن أن يسبب اختلالًا في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذا الاختلال يؤدي إلى مشاكل في الهضم، وانتفاخات، واضطرابات في حركة الأمعاء مثل الإمساك أو الإسهال. أيضًا، يؤدي السكر إلى تغذية الخمائر الضارة كـ “الكانديدا”، والتي تتكاثر وتُحدث مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي.
زيادة خطر الإصابة بالسرطان
- رغم أن العلاقة بين السكر والسرطان لا تزال قيد الدراسة، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت أن الخلايا السرطانية تعتمد بشكل كبير على السكر كمصدر للطاقة. إضافةً إلى أن السمنة ومقاومة الأنسولين، واللتين تُعتبران من أضرار السكر على الجسم، من العوامل المسببة لعدد من أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والثدي والكبد.
التأثير على الصحة العقلية والدماغ
- الدماغ هو أحد الأعضاء التي تتأثر بشدة من ارتفاع السكر في الدم. فقد أظهرت دراسات أن استهلاك كميات كبيرة من السكر يرتبط بازدياد فرص الإصابة بالاكتئاب، والقلق، ومشاكل في التركيز والذاكرة. أيضًا، أظهرت أبحاث وجود علاقة بين السكر وخطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث يُعرف هذا المرض أحيانًا باسم “السكري من النوع الثالث”.
اضطرابات النوم
- أضرار السكر لا تتوقف عند الصحة الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل جودة النوم. فالإفراط في تناول السكر، خاصة في فترة المساء، يؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمونات النوم كالميلاتونين، مما يؤثر على قدرتك على الاسترخاء والنوم العميق. هذا الاضطراب المزمن في النوم يُفاقم مشاكل صحية أخرى، مثل ضعف المناعة والخلل الهرموني.
تحفيز الإدمان الغذائي
- يُعد السكر من المواد التي تُسبّب الإدمان الغذائي، فهو يعمل على تنشيط مراكز المتعة في الدماغ بنفس طريقة بعض المواد المخدّرة. هذا يعني أن الجسم يعتاد على الكميات الكبيرة، ويبدأ بطلب المزيد، مما يُسهم في الدخول في حلقة مفرغة من الإفراط في الأكل وزيادة الوزن. وهذه من أبرز أضرار السكر على الجسم التي تؤثر على السلوك الغذائي والنفسي للفرد.
كيف تقلل من استهلاك السكر؟
- بعد استعراض هذه التأثيرات العميقة والخطيرة للسكر على الصحة، قد تتساءل: كيف يمكنني التقليل من استهلاك السكر؟ الخطوة الأولى هي الوعي بوجود السكر المخفي في المنتجات الغذائية، وقراءة الملصقات بعناية. تجنّب المشروبات المحلاة، والحلويات المصنعة، واستبدلها بخيارات صحية مثل الفواكه، والمكسرات، والحبوب الكاملة.
- كما يُنصح بالاعتماد على الطهي المنزلي لتفادي السكريات المضافة، وتقليل استخدام الصلصات الجاهزة والمعلّبات. الدعم الأسري والبيئة الصحية لهما دور كبير في تعزيز نمط حياة خالٍ من السكر الزائد.
خاتمة: حافظ على صحتك وابتعد عن السكر المفرط
ختامًا، لا يمكننا اعتبار السكر العدو الوحيد في نظامنا الغذائي، لكنه بلا شك من أكثر العناصر التي يجب التعامل معها بحذر ووعي. فـ أضرار السكر على الجسم متعددة، تبدأ من التأثير على وظائف القلب والكبد والدماغ، ولا تنتهي عند تأثيره السلبي على الصحة النفسية والمظهر العام للبشرة. وبشكل خاص، فإن أضرار السكر على القلب قد تكون خطيرة، بل ومميتة، إذا استمر استهلاكه المفرط دون رقابة أو اعتدال.
الخطوة الأولى نحو حياة أكثر صحة ونشاطًا تبدأ بالاعتدال في الاستهلاك، والحرص على اختيار الأطعمة بشكل واعٍ ومدروس.
للمزيد حول العلاقة بين السكر والسمنة وأمراض القلب، ننصحك بقراءة هذا المقال على موقعنا:
👉 السمنة وأمراض القلب: ما العلاقة وكيف يمكن الوقاية؟
هل ترغب بالحصول على استشارة طبية مجانية مع الدكتور سعيد السريعي، دكتور تكميم معتمد في السعودية؟
📩 احجز استشارتك الآن
وللاطلاع على قصص النجاح وآراء المرضى بعد تجربة العلاج:
💬 شاهد تجارب الآخرين مع علاج السمنة