ما هو الفتق؟ الأسباب، الأعراض، والعلاج

الفتاق هو حالة طبية تحدث عندما يندفع جزء من الأنسجة أو الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء، من خلال فتحة أو ضعف في جدار العضلات أو الأنسجة التي عادة ما تحيط بها و يمكن أن يحدث الفتاق في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن أو الفخذ، وتسبب أعراضاً مزعجة قد تتراوح من الشعور بعدم الراحة إلى الألم الحاد وفي هذه المقالة سوف نتناول مفهوم الفتاق بشكل مفصل نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، الأعراض المصاحبة له وطرق العلاج المختلفة المتاحة لهذه الحالة.

ما هو الفتاق؟

الفتاق هو حالة تحدث عندما يندفع جزء من الأنسجة أو الأعضاء الداخلية من خلال نقطة ضعف في جدار العضلات أو الأنسجة المحيطة بها وفي الغالب يكون هذا النوع من الضعف ناتجًا عن مشاكل وراثية أو ضغط مستمر على المنطقة المصابة و يمكن أن يظهر الفتاق في أي مكان في الجسم، ولكن الأكثر شيوعًا يكون في منطقة البطن أو الفخذ.
تظهر الفتوقات بأشكال متعددة، ومن أشهرها:

الفتاق الإربي

يحدث في المنطقة الإربية، وهي المنطقة الواقعة بين البطن والفخذ.

الفتاق السري

يحدث بالقرب من السرة، وعادة ما يظهر عند الأطفال.

tbl_articles_article_24898_915b2960e7a-0dee-42f8-a84b-4578b66e37d9

الفتاق الجراحي

يحدث في المكان الذي تم إجراء جراحة سابقة فيه.

الفتاق الفخذي

يحدث أسفل الفخذ بالقرب من الفخذ الداخلي.

الأسباب الرئيسية للفتاق

تحدث الفتاقات نتيجة مجموعة من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ضعف الجدار العضلي أو الأنسجة المحيطة و من بين هذه الأسباب:

العوامل الوراثية

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الفتاق هم أكثر عرضة للإصابة به و يمكن أن يتسبب الضعف الوراثي في جدار العضلات أو الأنسجة في حدوث فتاق في مرحلة لاحقة من الحياة.

الضغط الزائد على الجسم

يحدث الفتاق في بعض الأحيان نتيجة للضغط الزائد على الجسم سواء بسبب رفع أشياء ثقيلة أو حدوث إمساك مزمن أو حتى السعال الشديد كل هذه العوامل تضع ضغطًا على جدران العضلات وقد تؤدي إلى تكون فتق.

الشيخوخة

مع التقدم في العمر يضعف جدار العضلات والأنسجة الطبيعية في الجسم مما يزيد من احتمالية حدوث الفتاق و يكون الأشخاص المسنون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بسبب التغيرات الطبيعية التي تحدث في الأنسجة العضلية.

الحمل

يمكن أن تؤدي فترة الحمل إلى زيادة الضغط على جدار البطن وخاصة في الحالات التي يشهد فيها الحمل زيادة في وزن الجنين أو إذا كان هناك حمل متعدد هذا الضغط يمكن أن يتسبب في فتاق خصوصًا في منطقة البطن.

السمنة

تعتبر السمنة عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالفتاق و الوزن الزائد يزيد من الضغط على جدار البطن والعضلات المحيطة بها مما يزيد من احتمالية حدوث الفتاق.

الأنشطة البدنية الشاقة

ممارسة الأنشطة البدنية التي تتطلب جهدًا عاليًا، مثل رفع الأوزان الثقيلة قد يؤدي إلى ضعف في جدار البطن وتسبب فتاقًا و يعد هذا السبب شائعًا بين الرياضيين والعمال الذين يضطرون إلى حمل أوزان ثقيلة.

الأعراض المصاحبة للفتاق

تعتمد أعراض الفتاق على نوعه ومكانه. في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض واضحة على الإطلاق وقد يتم اكتشاف الفتاق خلال فحص طبي روتيني ومع ذلك فإن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
ظهور انتفاخ أو تورم
أكثر الأعراض وضوحًا للفتاق هو وجود انتفاخ أو تورم في المنطقة المصابة و قد تلاحظ وجود كتلة أو انتفاخ في منطقة البطن أو الفخذ وقد يزداد حجم هذه الكتلة عند السعال أو القيام بحركة مفاجئة.
ألم أو انزعاج
يمكن أن يشعر المصاب بالفتاق بألم أو انزعاج في المنطقة المصابة خاصةً عند القيام بمجهود بدني أو رفع أشياء ثقيلة و قد يكون الألم شديدًا في بعض الحالات ويؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
شعور بالثقل أو الامتلاء
قد يشعر المصاب بالفتاق بشعور دائم بالثقل أو الامتلاء في المنطقة المصابة خصوصًا في حال زيادة الضغط داخل البطن.
القيء والغثيان
في حالات معينة قد يتسبب الفتاق في انسداد معوي مما يؤدي إلى شعور بالغثيان والقيء هذا يحدث عندما يتم احتجاز جزء من الأمعاء في الفتق وتتعطل عملية الهضم.
عدم القدرة على تقليل الانتفاخ
في بعض الحالات قد تكون الكتلة الناتجة عن الفتاق قابلة للدفع أو التراجع إلى الداخل بسهولة ولكن في حالات أخرى قد لا يتمكن الشخص من دفع الانتفاخ مرة أخرى داخل الجسم وهذا يمكن أن يكون علامة على مضاعفات خطيرة.

تشخيص الفتاق

لتشخيص الفتاق يتم عادةً إجراء فحص سريري من قبل الطبيب و يمكن أن يُطلب من المريض الوقوف والسعال أثناء الفحص حيث يساعد ذلك في تحديد وجود انتفاخ أو تورم في المنطقة المصابة.
في بعض الحالات، قد يتطلب التشخيص إجراء فحوصات إضافية مثل:
الأشعة السينية: قد يُطلب تصوير بالأشعة السينية لتحديد مكان الفتق وتقييم درجة الإصابة.
الأشعة المقطعية: تُستخدم هذه التقنية للحصول على صور دقيقة للأعضاء الداخلية والأنسجة المحيطة.
الموجات فوق الصوتية: يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد وجود الفتق وحجمه.

علاج الفتاق

تعتمد خيارات العلاج المتاحة للفتاق على حجمه، موقعه وشدة الأعراض و تتراوح الخيارات بين العلاج غير الجراحي والعلاج الجراحي.
العلاج غير الجراحي
في بعض الحالات يمكن أن يوصي الطبيب بالعلاج غير الجراحي خاصةً إذا كان الفتق صغيرًا ولا يسبب أعراضًا حادة. بعض العلاجات غير الجراحية تشمل:
_استخدام دعامة الفتق: هي جهاز يرتديه الشخص المصاب لتقليل الألم ودعم المنطقة المتأثرة بالفتاق وقد يكون هذا الخيار مفيدًا لبعض الحالات، لكن لا يعد حلاً دائمًا.
_تغيير نمط الحياة: يمكن أن يساعد تجنب الأنشطة التي تسبب الضغط على الفتق مثل رفع الأثقال، وتغيير النظام الغذائي لتجنب الإمساك.
العلاج الجراحي
في معظم الحالات وخاصة عندما يتسبب الفتق في ألم شديد أو مضاعفات يكون العلاج الجراحي هو الخيار الأفضل و الهدف من الجراحة هو إعادة الأنسجة أو الأعضاء التي خرجت من مكانها إلى وضعها الطبيعي، وتعزيز جدار العضلات أو الأنسجة لتقليل احتمالية عودة الفتق.
تتضمن الإجراءات الجراحية الأكثر شيوعًا:
_الجراحة المفتوحة: يتم إجراء شق في الجلد للوصول إلى الفتق وإصلاحه و في هذه الجراحة قد يتم استخدام شبكة جراحية لتعزيز جدار العضلات.
_الجراحة بالمنظار: هي عملية أقل تدخلاً حيث يتم إجراء شقوق صغيرة واستخدام كاميرا صغيرة وأدوات خاصة لإصلاح الفتق.

المضاعفات المحتملة للفتاق

إذا لم يتم علاج الفتاق بشكل مناسب، فقد يؤدي ذلك إلى بعض المضاعفات الخطيرة مثل:
_في بعض الأحيان قد يتم احتجاز جزء من الأمعاء داخل الفتق مما يسبب انسدادًا معويًا ويؤدي إلى ألم شديد وقيء.
_في حالات نادرة قد يصبح جزء من الأمعاء محاصرًا بشكل دائم في الفتق مما يمنع تدفق الدم إلى الأنسجة ويؤدي إلى تلف الأنسجة هذه حالة طارئة تتطلب جراحة فورية.

الوقاية من الفتاق

رغم أنه لا يمكن الوقاية من جميع حالات الفتاق إلا أنه يمكن تقليل خطر الإصابة به من خلال اتباع بعض الإجراءات الوقائية:
_يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على جدار البطن.
_تقوية العضلات المحيطة بالبطن قد تساعد في تقليل خطر حدوث الفتاق.
_إذا كان من الضروري رفع أشياء ثقيلة، فيجب استخدام التقنية الصحيحة لتقليل الضغط على البطن.

الخاتمة

الفتاق هو حالة طبية شائعة قد تسبب إزعاجًا للمصابين بها ولكن لحسن الحظ، فإنه يمكن معالجته بطرق فعّالة ومن خلال التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب يمكن للأشخاص المصابين بالفتاق أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية بسرعة و إذا كنت تشك في أنك مصاب بالفتاق فمن الأفضل استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن للحصول على العلاج المناسب وتجنب المضاعفات.

ما هو الفتق؟ الأسباب، الأعراض، والعلاج