أسباب السمنة وكيفية التغلب عليها: خطة طبية فعالة

أسباب السمنة وكيفية التغلب عليها: خطة طبية فعالة

أسباب السمنة وكيفية التغلب عليها: خطة طبية فعالة

تعد السمنة من المشاكل الصحية الكبرى التي تؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم، وهي ليست مجرد حالة عارضة أو شكلية، بل هي حالة طبية معقدة قد تؤدي إلى مجموعة من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ارتباطها بـ أنواع السمنه المختلفة، مثل السمنة الحشوية والسمنة الموضعية، والتي قد تزيد من خطر الإصابة ببعض الأورام السرطانية وغيرها من الحالات الصحية التي تؤثر على نوعية الحياة. ومن خلال هذه المقالة، سنقوم بمناقشة أسباب السمنة وكيفية التغلب عليها، إضافةً إلى عرض خطة طبية فعالة لعلاج أنواع السمنه والوقاية منها.


ما هي السمنة ؟


السمنة هي تراكم مفرط للدهون في الجسم بشكل يتسبب في تأثير سلبي على الصحة العامة يتم قياس السمنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) والذي يعتبر أداة شائعة لقياس الوزن بالنسبة للطول ويعتبر الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه يساوي 30 أو أكثر ويشير هذا إلى أن الشخص يعاني من زيادة في الدهون التي تؤثر على وظائف الجسم المختلفة، ويوجد طريقة أخرى لمعرفة هل انت مصاب بالسمنة ام ألا وهي قياس محيط الخصر فإذا كان محيط الخصر لديك أعلى من 94 سم بالنسبة للرجال و 82 سم للسيدات فأنت مصاب بأخطر أنواع السمنة.

[cc-bmi]

أسباب السمنة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم ويمكن تصنيفها إلى أسباب وراثية وبيئية وسلوكية:

الأسباب الوراثية

تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد قدرة الجسم على تخزين الدهون و يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص استعداد وراثي لزيادة الوزن و الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي مشابه.

نمط الحياة الغير صحي

الأنظمة الغذائية غير المتوازنة والاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكرية تعتبر من أبرز الأسباب المساهمة في السمنة بالإضافة إلى ذلك يساهم قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم في تراكم الدهون في الجسم والحياة اليومية المليئة بالجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر أو التلفاز تساهم أيضًا في زيادة الوزن.

العوامل النفسية

تلعب العوامل النفسية دورًا هامًا في السمنة حيث أن التوتر والقلق والاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تناول الطعام بشكل مفرط أو تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية هذه العادة تؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بالجوع الفعلي مما يساهم في زيادة الوزن.

العوامل الهرمونية

بعض الاضطرابات الهرمونية يمكن أن تؤدي إلى السمنة مثل مشاكل الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، والتي تؤثر على معدل الأيض كما أن مقاومة الإنسولين وزيادة مستويات هرمون الكورتيزول (الذي يُفرز أثناء التوتر) يمكن أن تساهم في تراكم الدهون في الجسم.

بعض الأدوية

هناك بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن كأثر جانبي و من بين هذه الأدوية الأدوية المضادة للاكتئاب، أدوية السكري (مثل الأنسولين وبعض أدوية مضادة السكري)، أدوية الضغط، وبعض الأدوية الهرمونية و يجب على المرضى استشارة الطبيب قبل استخدام أي أدوية لتجنب هذه الآثار الجانبية.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية

من العوامل التي تؤثر في انتشار السمنة هي الظروف الاجتماعية والاقتصادية و في بعض المناطق يمكن أن يكون الطعام غير الصحي والمشروبات الغازية أرخص وأسهل في الوصول مقارنة بالطعام الصحي كما أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات حضرية قد يواجهون صعوبة في العثور على أماكن آمنة لممارسة الرياضة أو المشي.

أنواع السمنه

تتنوع أنواع السمنه حسب توزيع الدهون في الجسم والمناطق التي تتركز فيها و سنعرض لكم الأنواع الرئيسية للسمنه:

أنواع السمنه

السمنة البطنية (سمنة التفاحة)

تتميز هذه السمنة بتراكم الدهون في منطقة البطن والصدر وهي أكثر الأنواع شيوعًا لدى الرجال وتمثل السمنة البطنية خطرًا صحيًا أكبر مقارنة بالسمنة في مناطق أخرى من الجسم حيث ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهنية.

السمنة الوركية (سمنة الكمثرى)

تتركز الدهون في هذه الحالة في منطقة الوركين والفخذين وهي أكثر شيوعًا لدى النساء على الرغم من أن السمنة الوركية لا تُعتبر خطرة مثل السمنة البطنية من حيث زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة إلا أنها لا تزال تسبب مشاكل صحية.

السمنة العامة

تنتشر الدهون بشكل عام في مختلف أنحاء الجسم وتكون السمنة هنا منتشرة أكثر بين الرجال والنساء الذين يعانون من تراكم الدهون في أماكن متعددة مثل الوجه، البطن، والأطراف.

السمنة الموضعية

تتراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم دون غيرها مثل الذراعين أو الفخذين هذه السمنة قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية أو الأنماط الغذائية المحددة.

السمنة البطنية (سمنة التفاحة)

تتميز هذه السمنة بتراكم الدهون في منطقة البطن والصدر وهي أكثر الأنواع شيوعًا لدى الرجال وتمثل السمنة البطنية خطرًا صحيًا أكبر مقارنة بالسمنة في مناطق أخرى من الجسم حيث ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهنية.

السمنة الوركية (سمنة الكمثرى)

تتركز الدهون في هذه الحالة في منطقة الوركين والفخذين وهي أكثر شيوعًا لدى النساء على الرغم من أن السمنة الوركية لا تُعتبر خطرة مثل السمنة البطنية من حيث زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة إلا أنها لا تزال تسبب مشاكل صحية.

السمنة العامة

تنتشر الدهون بشكل عام في مختلف أنحاء الجسم وتكون السمنة هنا منتشرة أكثر بين الرجال والنساء الذين يعانون من تراكم الدهون في أماكن متعددة مثل الوجه، البطن، والأطراف.

السمنة الموضعية

تتراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم دون غيرها مثل الذراعين أو الفخذين هذه السمنة قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية أو الأنماط الغذائية المحددة.

كيفية التغلب على السمنة: خطة طبية فعالة

مكافحة السمنة تتطلب خطة شاملة تجمع بين التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، التغيير السلوكي، وأحيانًا تدخلات طبية أو جراحية و سنقدم لك خطة طبية فعالة لمساعدتك في التغلب على السمنة:

التغذية السليمة

التغذية السليمة تعتبر الأساس في مكافحة السمنة و إليك بعض المبادئ الأساسية للتغذية الصحية:
تقليل السعرات الحرارية: يجب على الأشخاص الذين يعانون من السمنة تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها يوميًا و يمكن تحقيق ذلك من خلال تقليل الوجبات الكبيرة والتركيز على تناول وجبات صغيرة ومتوازنة.
اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية: ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل النخالة، بذور الشيا والخضروات، بالإضافة إلى تناول البروتينات قليلة الدهون مثل الدجاج المشوي أو الأسماك.
تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة: يجب الحد من تناول الحلويات، والمعجنات بجميع أنواعها والوجبات السريعة والمشروبات الغازية التي تحتوي على كميات عالية من السكريات.
شرب الماء: يعتبر الماء من أهم العوامل في تقليل الوزن، حيث يساعد في تحسين عملية الأيض ويساهم في الشبع.

ممارسة الرياضة بانتظام

الرياضة جزء أساسي من أي خطة علاجية للسمنة وإليك بعض النصائح لممارسة الرياضة:
ممارسة التمارين الهوائية (Cardio): مثل المشي السريع، الجري، السباحة وركوب الدراجة. يساعد هذا النوع من التمارين على حرق الدهون بسرعة.
التمارين المقاومة (Strength Training): مثل رفع الأثقال أو تمارين الضغط و تساعد هذه التمارين على بناء العضلات مما يزيد من معدل الأيض ويؤدي إلى حرق المزيد من الدهون.
المثابرة: من المهم ممارسة الرياضة بانتظام لتحقيق نتائج فعالة كما يوصى بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل 5 مرات في الأسبوع.

التغييرات السلوكية

يمكن أن تلعب العوامل النفسية والعادات السلوكية دورًا كبيرًا في السمنة و إليك بعض الاستراتيجيات للتغلب على السلوكيات غير الصحية:
_تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وبالتالي تقليل الرغبة في تناول الطعام بشكل مفرط.
_بدلاً من السعي لتحقيق هدف كبير مثل فقدان 20 كيلوغرامًا دفعة واحدة يمكن تقسيم الهدف إلى أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق مثل فقدان 5 كيلوغرامات في الشهر.
_الانضمام إلى مجموعات دعم أو العمل مع مدرب رياضي أو استشاري غذائي يمكن أن يساعد في تحقيق نتائج أفضل.

العلاج الطبي

إذا كانت السمنة متقدمة أو مقاومة للتغيرات في النظام الغذائي والرياضة قد تكون هناك حاجة إلى العلاج الطبي:
_الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية معينة للمساعدة في تقليل الشهية أو امتصاص الدهون في الجسم سواء عن طريق الفم أو أبر تحت الجلد.
_الجراحة: في الحالات الشديدة يمكن أن تكون العمليات الجراحية مثل عملية تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة الخيار الأمثل ولكن يجب أن يتم اتخاذ هذا القرار تحت إشراف طبي دقيق.1

الخاتمة

في نهاية مقالتنا يتضح ان السمنة تعد من المشاكل الصحية المعقدة التي تتطلب اهتمامًا متكاملًا وعلاجًا شاملًا و من خلال تغيير العادات الغذائية، ممارسة الرياضة والتقليل من التوتر يمكن للأفراد التغلب على السمنة وتحقيق نتائج إيجابية في الحفاظ على وزن صحي و يجب أن نتذكر أن السمنة ليست مجرد مشكلة تجميلية بل هي حالة طبية تتطلب تدخلًا متعدد الجوانب.

لمزيد من المقالات :
ما هو الفتق؟ الأسباب، الأعراض، والعلاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *